الكشف عن حقيقة من أحرق شهداء الحسيمة الخمسة‏

محمد الحنكوري : الكشف عن حقيقة من أحرق شهداء الحسيمة الخمسة



كتبها العالية بريس
الثلاثاء, 13 سبتمبر 2011 13:13

أجرت "العالية بريس" حوار مع محمد الحنكوري أحد نشطاء حركة 20 فبراير بإمزورن ، يتحدث فيه عن واقع الحركة محليا ووطنيا ومطالبها، وآفاق الحركة وغيرها.
س : بكونكم ناشط بحركة 20 فبراير اقليم الحسيمة _ موقع إمزورن _ لماذا برأيك دعا شباب الحركة النزول إلى الشارع ؟ ألا يتعلق الأمر بتأثر خارجي ؟
ج : في البداية أشكر هذا المنبر الإعلامي الذي أتاح لي هذه .
بالطبع الحراك الشعبي الذي يعرفه المغرب لم يأت من فراغ ، فهناك المتأثر بتجربة الشعوب العربية مثلما تأثر جيل الستينات بالمدرسة الماركسية اللينينية ، ويمكن القول بأن هذا الحراك الشبابي كان جوابا على معانات الشباب ومعهم الفئات الأخرى المكتوية بنار البطالة والفقر ، إنه الصوت الرافض للسياسات اللاشعبية والحكرة الذي عجل بظهور حركة 20 فبراير على الفايسبوك في ظل غياب المعبر السياسي عن طموحات هذا الصوت .
س : كان هناك من يردد مقولة " الاستثناء المغربي " ألا تظن أنه مجرد الخروج للشارع حطم هذه المقولة ؟
ج : من يقول بالاستثناء أشبه بالنعامة التي تخبئ رأسها في الرمل ، لقد سبق لوالي بنك المغرب أن أعلن أن المغرب بعيد عن الأزمة الاقتصادية العالمية ، لكنه سرعان ما تراجع وحذر من الزيادة في الأجور العمالية ، ونظرا لتبعية النظام المغربي للرأسمالية العالمية فإنه طبيعيا أن يتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية ، وهو ما تعبر عنه حركة 20 فبراير بنزولها إلى الشارع لتكذب مثل هذه الأقاويل ولتحذر المسئولين من العواقب المرتقبة .
س : ماهي مطالب الحركة ، وما سقفها ؟
ج : يمكن تصنيفها إلى مطالب محلية حسب حاجيات كل منطقة ، ووطنية :
مطالب محلية : الكشف عن حقيقة من أحرق شهداء الحسيمة ومحاسبة المتورطين ، معالجة ملف أمين البقالي ضحية القمع البوليسي ، إنشاء البنية التحتية بالمدينة ( الطرقات ، الصرف الصحي ، المستشفيات .....) ، إيجاد حلول فورية لساكنة لبعض الأحياء ( بركم ، افتيسن ، ايت موسى وعمر ، إقامة الهدى بالشعبي للإسكان ....) ، جمع الأزبال مع توقيف العمل بالتدبير المفوض ، خلف فرص العمل عبر تأهيل المنطقة الصناعية بالمدينة .
مطالب وطنية : استقلال القضاء والإعلام العمومي، إقالة للحكومة والبرلمان، التوزيع العادل للثروات الوطنية، إلغاء سياسة الخوصصة بجميع أشكالها، توفير الخدمات الطبية والعلاج المجاني لجميع المغاربة، توفير السكن اللائق لجميع المواطنين بعيدا عن تدخل سماسرة العقار، تعليم مجاني علماني موحد كفيل بتوفير البحث العلمي حفاظا على الثروة البشرية للبلاد من الهجرة، الإقرار الحقيقي للحقوق السياسية والديمقراطية في إطار دستور ديمقراطي نابع من الإرادة الشعبية عن طريق تأسيس جمعية تأسيسية سيدة وحرة ، كما أنه هناك مطالب أخرى مثل إلغاء الزيادة في الأسعار ، إلغاء الديون الخارجية وسياسة الجهوية وغيرها ، ويمكن القول بأن سقف المطالب يتغير وفق تعامل النظام القائم وموازين القوى المتصارعة في الميدان .
س : لكل حركة مكاسبها ، ماهي أهم مكاسب الحركة ؟
ج : يمكن القول أن الحركة استرجعت الفضاء العمومي للتعبير والاحتجاج ، كما استطاعت التأسيس لخطاب جديد تجاوز الأحزاب السياسية التي أصبحت ملكية أكثر من الملك، وكشفت أيضا مدى تعفن المفسدين الذين يريدون الإبقاء على هذا الوضع ، لكن الحركة قامت بفضح كل من هو ضد إرادة الجماهير الشعبية .
س : أي مغرب تريده لنا حركة 20 فبراير ؟
ج : باعتبارها جزء من الشعب المغربي فهي تناضل من أجل مغرب ديمقراطي علماني موحد يسع لجميع مكونات الأمة المغربية والتمتع بخيرات البلاد لما له وما عليه من واجبات كمواطن في دولة الحق والقانون .
س : استطاعت الحركة تجميع مختلف التلاوين السياسية ، لكنها بقيت قوة احتجاجية ولم ترقى إلى قوة اقتراحية وأين يكمن الخلل ؟
ج : إن جسم الحركة يسع لجميع التلاوين السياسية التي تعبر عن طموحات ومطالب الشعب المغربي ، ولم تقم بتنسيق أو استدعاء أي طرف سياسي ، والحركة لازالت تراكم نضالاتها باعتباراها حركة احتجاجية مطلبية في المرحلة، ويمكن أن تتطور وفق ما سيفرزه الصراع السياسي مستقبلا، ويمكن القول أن ما يعيق الحركة حاليا هو عدم انتظامها وطنيا حتى تتمكن من تحديد مطالبها ومواقفها بشكل موحد بعيدا عن أي وصاية سياسية .
س : ألن يفجر هذا الزواج المؤقت بين اليساريين والإسلاميين والمستقلين تناقضات وصراعات سلبية داخل الحركة في المستقبل ؟
ج : كما يعرف الجميع أن السياسة لا تقبل الفراغ ، إذن أفضل مصطلح الغير المتحزب من مصطلح المستقل، ليس هناك شيء اسمه الزواج المؤقت ، ما هنالك هو المتحزب من مصطلح المستقل، ليس هناك شيء اسمه الزواج المؤقت ، ما هنالك هو إما أن تمارس السياسة أو تمارس عليك، حاليا نجد من جهة حركة 20 فبراير ، ومن جهة أخرى المجلس الوطني الداعم للحركة ، وما يلاحظ هو وجود المسافة بين الحركة ومجلس الدعم ، لماذا الخوف من الانخراط واستبعاد تشكيل جبهة نضالية وطنية ؟ .
س : ماهي آفاق الحركة ؟ وهل تفكرون في أشكال نضالية تصعيدية على اعتبار أن مدينة الحسيمة عرفت سقوط أكبر عدد من الشهداء ؟
ج : كما سبق القول فالحركة ماضية في احتجاجاتها والتصعيد وارد انسجاما مع الظرفية الدولية وأيضا حسب مدى ارتفاع مستوى الصراع الطبقي بالبلاد ، وهنا أود أن أشير إلى دور الطبقة العاملة المغربية التي ننتظر منها الكثير بعدما أ ن تعمل على تجاوز بيروقراطية قيادتها ، كما فعلت الطبقة العاملة التونسية التي استرجعت نقابتها UGTT ، أما بالنسبة لمدينة الحسيمة ، ونظرا للبعد الوطني للحركة ، فنضالاتنا لا تختلف عن باقي المناطق ، والذين استشهدوا بالمدينة هم شهداء حركة 20 فبراير على كامل التراب الوطني .
س : كانت هناك عدة محاولات لتشويه صورة الحركة ، كيف تتعاملون مع هذه المسألة؟
ج : طبيعي أثناء كل معركة سياسية تكون هناك الحيطة والحذر بين المتصارعين ، وكل طرف يحاول استغلال الوقت لصالحه ، لكن ونظرا لملحاحية بعض مطالب الحركة ، فالنظام القائم مجبر على تلبيتها في ظل تسارع وتيرة الأزمة العالمية الاقتصادية ، منذ البداية أعلنت الحركة عن سلمية احتجاجاتها لتحقيق مطالبها ، ولن تنجر وراء زبانية النظام القائم مهما تعددت الأساليب التي تستهدف الحركة ، ولنا في تجربة تونس ومصر أحسن نموذج للحفاظ على تماسك وحدة الأمة المغربية من طنجة إلى الكويرة .
س: كلمة حرة ؟
ج : كما قال المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي : " فكر بهدوء واضرب بقوة " لقد حان الوقت للنقاش السياسي الديمقراطي الجاد : أولا تحديد نوع العلاقة بين الحركة والهيئات الداعمة لها ، ثانيا تأسيس لجنة وطنية للتنسيق بين مواقع الحركة لتحصينها ، ثالثا صياغة مطالب موحدة للحركة ، رابعا ماذا نريد من حركة 20 فبراير .
أشكركم على هذه الاستضافة وإلى فرصة أخرى
أجرى الحوار : عماد العتابي